AlRaqaba 62
2021 . يناير 62 الرقابة . العـدد 30 إصدارات المطلب الأول: التكييف القانوني لجائحة فيـروس كورونا المستجد. أولاً: التفرقة بي الظروف الطارئة والقوة القاهرة نبـ قبـل التفرقـة بـ كل مـن النظريتـ أوجـه الشـبه بينهمـا، ويكمـــن ذلـــك في عنصـــر المفاجـــأة ، ذلـــك أنهمـــا يســـتويان في كونِهمـــا حادثـــة أو واقعـــة مفاجـــأة لـــم يكـــن بوســـع المتعاقديـــن توقعهـــا أو التنبـــؤ بهـــا والأمـــر الآخـــر هـــو عـــدم القـــدرة علـــى ، أي أنـــه يجـــب لإمـــكان القـــول بتحقـــق – الواقعـــة – دفعهـــا الظـــرف الطـــارئ أو القـــوة القاهـــرة أّ يتمكـــن الأطـــراف مـــن تـــ في وقوعهـــا. أمـــا مســـألة التفرقـــة بـــ النظريتـــ فهـــي كالتالـــي؛ ) مـــن 198 نظـــم المشـــرع نظريـــة الظـــروف الطارئـــة في المـــادة ( القانـــون المدنـــي، وعليـــه اشـــترط لتحقـــق هـــذه النظريـــة ؛ 1 1. أن تكـــون الظـــروف الطارئـــة لاحقـــة علـــى انعقـــاد العقـــد وســـابقة لتمـــام تنفيـــذه. 2 2. عامــة ولا يمكــن – أن تكــون الظــروف الطارئــة اســتثنائية توقعهـــا، أي انهـــا غيـــر مألوفـــة أو نـــادرة الحصـــول وعامـــة غيــر متعلقــة بأمــر خــاص بأحــد المتعاقديــن ولــم يكــن مــن الممكــن توقعهــا عنــد ابــرام العقــد. 3 3. أن يصبــح تنفيــذ الالتــزام مرهقًــا للمديــن، وتكمــن أهميــة هـذا الشـرط في أن أثـر الظـروف الطارئـة يقتصـر علـى أن يصبـح الالتـزام مرهقًـا للمديـن وليـس مسـتحيً . فإنـه لـو أصبــح مســتحيً فــ مجــال للحديــث عــن تطبيــق نظريــة الظـروف الطارئـة. ويســتدل علــى ذلــك مــن صريــح عبــارات المــادة: "وترتــب علــى حدوثهـــا أن تنفيـــذ الالتـــزام الناشـــئ عنـــه، وإن لـــم يصبـــح مســتحي ً، صــار مرهقًــا للمديــن.." وتجــدر هنــا الإشــارة بــأن المشـــرع أورد نظريـــة الظـــروف الطارئـــة في بـــاب القـــوة الملزمـــة للعقـــد كاســـتثناء علـــى القاعـــدة العامـــة والتـــي تقضـــي بـــأن العقــد شــريعة المتعاقديــن، وجعلهــا مــن النظــام العــام بحيــث لا ونجــد كذلــك التنظيــم يجــوز للأطــراف الاتفــاق علــى خلافهــا. ) مـــن ذات 215 القانونـــي لنظريـــة القـــوة القاهـــرة في المـــادة ( القانـــون حيـــث نصـــت علـــى أنـــه: 1 1. "في العقـــود الملزمـــة للجانبـــ ، إذا أصبـــح تنفيـــذ التـــزام أحـــد الطرفـــ مســـتحيلا لســـبب أجنبـــي لا يـــد لـــه فيـــه، انقضــى هــذا الالتــزام، وانقضــت معــه الالتزامــات المقابلــة علـــى الطـــرف الآخـــر وانفســـخ العقـــد مـــن تلقـــاء نفســـه. 2 2. فـــإن كانـــت الاســـتحالة جزئيـــة، كان للدائـــن، بحســـب الأحـوال، أن يتمسـك بالعقـد فيمـا بقـي ممكـن التنفيـذ، أو أن يطلـــب فســـخ العقـــد". وقـــد فرقـــت المـــادة كذلـــك بـــ الاســـتحالة الكاملـــة أو المطلقـــة وبـــ الاســـتحالة الجزئيـــة أو المؤقتـــة. فجعلـــت أثـــر الاســـتحالة الكاملـــة أو المطلقـــة انقضـــاء الالتزامـــات وانفســـاخ العقـــد بقـوة القان ـون. أمـا أث ـر الاسـتحالة الجزئي ـة أو المؤقت ـة فيتمث ـل في وقـــف تنفيـــذ العقـــد ويكـــون الدائـــن بالخيـــار وبحســـب الأحـــوال إمـــا أن يتمســـك بمـــا يمكـــن تنفيـــذه مـــن العقـــد أو أن يطلـــب فســـخه. إذا فتتلخـــص الفروقـــات بـــن نظريـــة الظـــروف الطارئـــة والقـــوة القاهـــرة بالتالـــي؛ بدايـــة، الفـــرق الجوهـــري يكمـــن في أن النـــص المنظـــم لنظريـــة القــوة القاهــرة قــد أُفــرد للحــالات التــي يصبــح تنفيــذ الالتــزام فيهـا مسـتحيً وليـس مرهقًـا للمديـن كمـا جـاء بالنـص المنظـم لنظريــة الظــروف الطارئــة . 1 1. تعتبـر نظريـة الظـروف الطارئـة اسـتثناء مـن قاعـدة العقـد شـــريعة المتعاقديـــن فهـــي وســـيلة لتعديـــل العقـــد رغمًـــا عـــن إرادة المتعاقديـــن بغـــرض إعـــادة التـــوازن العقـــدي، أمـــا نظريـــة القـــوة القاهـــرة فهـــي مـــن أســـباب انحـــ ل العقـــد وانفســـاخه. 2 2. يكمـن تأثي ـر نظري ـة الظـروف الطارئ ـة بأنهـا تجع ـل تنفي ـذ الالتـــزام مرهقًـــا للمديـــن، أمـــا نظريـــة القـــوة القاهـــرة فتجعـــل تنفيـــذ الالتـــزام مســـتحيً بشـــكلٍ كامـــل أو جزئـــي. 3 3. تجيـــز نظريـــة الظـــروف الطارئـــة للقاضـــي تعديـــل العقـــد بحيـــث يعيـــد التـــوازن الاقتصـــادي، أمـــا نظريـــة القـــوة القاهــرة فتنهــي العقــد بقــوة القانــون في حالــة الاســتحالة الكاملـــة وتوقـــف تنفيـــذ الالتزامـــات العقديـــة في حالـــة الاســـتحالة الجزئيـــة وذلـــك حتـــى زوال تلـــك الاســـتحالة. وبعـــد هـــذه التفرقـــة النظريـــة المجـــردة بـــ المســـألتين يجـــدر وبشـــكل خـــاص وبـــاء كورونـــا ، التســـاؤل فيمـــا إذا كانـــت الأوبئـــة ظرفًـــا طارئًـــا أم قـــوةً قاهـــرة؟.
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjk0NA==